إقرأوها للنهاية..

توجّهت الطفلة ذات السادسة إلى غرفة نومها،

و تناولت حصالة نقودها من مخبئها السري في خزانتها،

ثم أفرغت ما فيها على الأرض، و أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود خلال الأسابيع الفائتة،

ثم أعادت عدها ثانية فثالثة، ثم همست في سرها :

“إنها بالتأكيد كافية،
و بكل عناية أرجعت النقود إلى الحصالة ثم تسللت من الباب الخلفي،
متجهة إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيرا عن دارها.

كان الصيدلي مشغولا بالحديث مع اخيه الواقف بجانبه
فانتظرته صابرة،
و لكنه استمر في المكالمة
فحاولت لفت نظره دون جدوى،
فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية من الحصالة، وألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي ؛ فانتبه إليها،
فسألها بصوت منزعج
ماذا تريدين أيتها الطفلة ؟
فأجابت : اخي الصغير مريض واريد له دواء اسمه
( معجزة )
وهذا ثمن الدواء.
أجابها الصيدلي مندهشا
عفواً، ماذا قلتِ يا صغيرتي ؟؟
فأعادت له نفس الكلام : شقيقي الصغير أندرو،
مريض ووالدي يقول أن هناك ورما في رأسه،
ويريد ( معجزة )لانقاذه، هل فهمتني ؟؟؟
فكم هو ثمن / معجزة/ ؟
أجابها الصيدلي أنا آسف يا صغيرتي،
فأنا لا أبيع /معجزة/ في صيدليتي !”
فردت الطفلة ملحَّة ومتوسلة
أنا معي النقود لشراء الدواء،
كم هو الثمن ! “
كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث بالقرب منهما ، فتقدم من الطفلة سائلا: ما هو نوع /معجزة/ التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟ “

أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين:
لا أدري ، لكن شقيقي مريض جدا ،
قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية،
و لكن أبي أجابها،
أنه لا يملك نقود وأنا معي نقود !.

سألها شقيق الصيدلي مبدياً اهتمامه:
كم لديك من النقود يا صغيرة ؟ “
فأجابته مزهوة : دولار واحد وأحد عشرة سنتا،
و يمكنني أن أجمع المزيد إذا تريد !..”
أجابها مبتسما: يا لها من مصادفة، دولار و أحد عشر سنتا،
هي بالضبط المبلغ المطلوب ثمنا لـ (معجزة ) من أجل شقيقك الصغير
ثم تناول منها المبلغ بيد وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة،
طالبا منها أن تقوده إلى دراها ليقابل والديها،
وقال لها: أريد رؤية شقيقك أيضا .

لقد كان ذلك الرجل هو الدكتور كارلتُن أرمسترنغ، جراح الأعصاب الشهير .

وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجاناً، و كانت عملية ناجحة تعافى بعدها أندرو تماما ..

بعد بضعة أيام، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ التعرف على الدكتور كارلتون وحتى نجاح العملية و عودة أندرو إلى حالته الطبيعية،

كانا يتحدثان و قد غمرتهما السعادة، و قالت الوالدة في سياق الحديث: ” حقا إنها معجزة ! “
ثم تساءلت : ”
ترى كم كلفت هذه العملية ؟”
رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامة عريضة،
فهي تعلم وحدها أن /معجزة/ كلفت بالضبط دولار واحد و أحد عشر سنتا.
الله أكبر وهو الرحمن الرحيم